تبدأ قصة خلق آدم بقصة مذكورة في القرآن :
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة - 30).
هذه القصة سائدة في أغلب الديانات و حتى اللاسماوية منها ، و هو ما يحيلنا إلى ما يلي :
- أن الله عندما خلق آدم كان مقررا أن يجعله خليفة في الأرض و هو سبب الخلق الرئيسي
- أنه كانت توجد مخلوقات تسكن الأرض قبل آدم و الدليل "قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" فإذا سلمنا أن الغيب لا يعلمه إلا الله فكيف للملائكة أن تعلم بالإفساد في الأرض.
- أن الله لم يفند إمكانية الإفساد في الأرض و سفك الدماء و لكن كانت لديه غاية و مقصد لا تعلمه الملائكة.
و إذا تقدمنا قليلا في القصة نجد أن الله أراد أن تعلم الملائكة أنهم لا يعلمون و أن الله خالق كل شيء أعلم بكل شيء و اللافت للنظر هو نقاش الملائكة لله و هو إثم إقترفته الملائكة بإعتراضها على ما قرره الله و كأنها تدعي أنها أعلم من الله بل و تزكي نفسها على آدم الذي إختاره الله للمهمة المشرفة.
و عليه قرر الله أن يؤدب الملائكة و لكن بكثير من الحلم وهو الحليم :
"وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة - 31).
وهنا كان السؤال للملائكة حتى يعودو إلى رشدهم و يعلموا خطأهم بل و يقروا به و أنه لا علم لهم أمام علم الله
"قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (البقرة - 32).
و لكي يعرف الجميع ما يميز آدم عن غيره من المخلوقات :
"قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (البقرة - 33).
ماذا يميز آدم عن غيره من المخلوقات ؟؟؟؟
من خلال الآية يتبين لنا أن ميزة آدم هو العلم و القدرة على التعلم .
و بالتالي يتوضح أن الله أراد مخلوقا قادرا على التعلم و التمييز و إعمال العقل كخليفة له في الأرض.
فنعمة العقل التي ميز بها الله الإنسان عن غيره و كانت السبب الرئيسي لتوليه الخلافة في الأرض لا يجب أن يتنازل عنها في أي وقت من الأوقات فيساق كالبعير و يأتي إنسان من بني جلدته يريد أن يعطل هذه الملكة لديه.
فمنذ الأزل و المتجبرون في الأرض يحاربون الفكر و التفكير و إعمال العقل منذ زمن الأنبياء الأولين كالنبي إبراهيم و موسى و عيسى و حتى المعجزات جاءت تخاطب العقول و تحفزها على التفكير و التحليل ليتبين لها الحق من الباطل و تواصلت الحرب الشعواء على العقول في العصور الوسطى مع الكنائس و حتى اليوم من خلال تطبيق سياسة القطيع على الشعوب.
في الحلقة القادمة سنتطرق الى تمرد إبليس على قرار الله و دخول آدم للجنة و خروجه منها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire